المرحلة الانتقالية هي معضلة الجميع ، أي جميع اطراف الصراع المباشرين وغير المباشرين . ويبقى الموقف الامريكي هو القاعده التي تحدد فضاء العدوان ومساراته لغاية الان .
استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزه لتغيير الواقع الموضوعي وبما يضمن استمرار حركة حماس بادارة وحكم قطاع غزه مهما كلف ألامر .
الشعب الفلسطيني صامد بوجه العدوان ، رغم ان الوضع يزداد صعوبه
لكن المؤكد لغاية الان أن وضع قطاع غزه ومعه كل الاطراف المهنيه اختلف بشكل جوهري عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر .
قد يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار ، ويمكن ان تتم الموافقه على ممرات انسانيه ، ويمكن ان يكون هناك تبادل جزئي للاسرى ، ولكن هذا كله قبل المرحله الانتقاليه التي لم تتبلور بعد .
هناك رفض عربي لاقتراح ارسال قوات عربيه لادارة قطاع غزه بمطلق الاحوال ، والجامعه العربيه لم تدرج هذا الاقتراح على جدول اعمالها ، وهناك رفض من السلطه الفلسطينيه بالعوده للقطاع في ظل استمرار العدوان .
هناك حرص امريكي لا يقبل الجدل والقاضي برفض تدويل الصراع ، وإبقائه ضمن الهمينه والاداره الامريكية مع حلفائها العرب حصرا ، وهذا يعني ان لا مرحله انتقاليه برعاية دولية .
الممكن الآن هو المساعي لفتح الطريق أمام الاغاثة الانسانية ، غذاء ودواء ووقود ، وهذا يمر بالمسرب الانساني وقد يمهد لادارة الجوانب الانسانيه بالقطاع عبر المنظمات الانسانيه من شتى اصقاع الارض ، وهذا يشكل مرحله مؤقته وليس مرحله انتقاليه .
وهذا السيناريو الاخطر ، وهو مرحلة ( التعليق ) والتي لاطراف الصراع الرئيسيه مصلحة فيها ، الكيان الصهيوني يحتل الشريط الشمالي للقطاع ويحتفظ به كورقة تفاوض اولا ولضمان ان الكيان سيكون طرفاً على طاوله اي تسويه للقطاع مستقبلاً
اطراف اخرى لها مصلحه بالتعليق ما دام لن يبحث مصير القطاع السياسي ، ولكسب مزيد من الوقت لاعاده البناء بكل جوانبه .
وهذا مخرج مقبول من العرب الرسميين لانه يخفف من الضغط الشعبي ومن الضغط الامريكي ايضا، ويعمل على ازاحه للازمه الى ان يخلق الله ما لا تعلمون
قد تغطي واشنطن هذا السيناريو ببعض المكاسب الثانويه من نمط تبادل محدود للاسرى وفتح ممرات انسانيه ، وقد تتعاون مصر وتفتح معبر رفع مع وقف لاطلاق النار لكن دون اتفاق .
ولكن هذا كله لا يقدم الثمن السياسي والوطني الذي يستحقه الشعب الفلسطيني بعد كل هذه التضحيات وهذا الصمود الاسطوري، لذلك لا بد من مشروع وطني فلسطيني تقف خلفه قيادة موحدة تتجاوز محنة الانقسام وتعتمد استراتيجية المقاومة ضد الاحتلال بكل السبل حتى لا يعيد التاريخ نفسه على شكل مأساة مكررة.
المجد والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني
والخزي والعار للصهياينة المجرمين.
المرحلة الانتقالية معضلة الجميع / كمال مضاعين
59
المقالة السابقة