منذ سنوات والاخبار تتسرب عن صفقه كبرى بين اسرائيل وبعض دول الخليج العربي ، ومنذ أشهر بدأنا نشهد تصريحات متبادلة تؤكد على أن هذه الصفقة في مراحلها الاخيرة ، والقضية الفلسطينية بهذه الصفقة هي مجرد عربون حسن نية ، حيث اختزلتها الدولة الخليجية الكبرى ( يجب تحسين اوضاع الفلسطينيين ) والمقصود هنا الوضع الاقتصادي .
في عهد الرئيس الامريكي السابق ترامب كان يجري الترويج للصفقة على أنها ضرورة من ضرورات تشكيل جبهة واسعة ضد ايران ، على أساس ان ايران هي الخطر الرئيسي الذي تواجهه المنطقة بما فيها اسرائيل ، أما الآن فان الراكضين لاتمام عملية التطبيع كمقدمة لدمج الكيان الصهيوني في المنطقة لم يحملوا انفسهم عناء البحث عن ذريعة .
ثمة عدة ملاحظات يجب التوقف عندها ، لانها غير مفهومة أولا ، ولانها في غاية الخطورة ثانيا ، ولانها تلحق أذى بالغاً بقضية الشعب الفلسطيني التاريخية ثالثا :
صمت مصر المطبق ، فالصفقة اذا نجحت ، فهي تقلص وتضعف من دور وأهمية مصر بشكل ملموس ، خصوصا وأن الدور المصري شهد تراجعا كبيرا ومتواصلاً منذ كامب ديفيد 1978، بلغ حداً أن دولتين خليجيتين تصارعتا على ارض مصر في انتخابات الرئاسه ومجلس الشعب ، ونجحتا بابتزاز مصر اقتصاديا ، وهما على أهمية قيادة العملية السياسية في المنطقة بالتحالف مع اسرائيل تحت مظلة امريكية .
الصمت الاردني ايضا غير مفهوم ، فهل يعقل أن يكون الرد مجرد بعض العبارات المبهمة التي تغمز بالموضوع ولا تقوله بشكل صريح ؟ وهل يعقل أن نكتفي بتصريح مقتضب لوزير الخارجيه ؟؟
الصمت الفلسطيني ايضا مستغرب ، في الضفة الغربية وقطاع غزه ، رغم أننا نعرف ونفهم حجم الضغط الذي يمارسه الاحتلال على الشعب الفلسطيني ، ومع ايماننا أن الشعب الفلسطيني لن يمرر هذه الصفقة بالتاكيد ، ولكن القبول الضمني من قيادتي الضفه الغربيه وقطاع غزه يبدو واضحا لا لبس فيه .
ما يجري هو شيء خطير ، وياتي في سياق التحضير لتسوية اقليمية كبرى ستخدم الادارة الامريكية الحالية في الانتخابات الامريكية القادمة ، ما يجري يحول القضية الفلسطينية من قضية مركزية الى مجرد ورقة أو عربون ، وأكبر المتضررين هم الشعب الفلسطيني وقضيته التاريخية ، والاردن وهو الشريك الموضوعي في كل ملفات الحل النهائي .
من قضية مركزية الى عربون تطبيع / كمال مضاعين
56
المقالة السابقة