خليل السيد- عضو المكتب السياسي- حشد
اصرار العدو الصهيوني على استهداف منطقة رفح في غزة، هو امعان بالأبادة والتطهير العرقي، وفرض للتهجير القسري على الفلسطينين، والصهاينة لا يخفون نواياهم واستهدافاتهم، في ظل تواطؤ رسمي عربي مخزي، ومنطقة رفح يقطن فيها الان اكثر من 1.4 مليون نسمة كان اغلبهم قد نزح من مناطق شمال ووسط غزة، الامر الذي يعني حدوث مذبحة بشرية بكل ما تعني الكلمة اذا ما نفذ العدو تهديداته، والعالم كله يتفرج بدون اي ضغط جدي لوقف هذه الحرب الفاشية، وبدلا من الضغط على اسرائيل، يتم الضغط على المقاومة والفلسطينين للاسراع بالرد والقبول بالشروط الاسرائيلية للهدنة، لكن عبثا يحاولون فالمقاومة التي صمدت بما يزيد عن اربعة شهور، وفرضت حضورها واقتدارها، لن ترضخ لمناورات العدو المكشوفة، والثمن والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني معمدة بدماء الشهداء وعذابات الجرحى والاسرى، تؤهله لمواصلة المعركة والكفاح حتى الانتصار المؤزر، وكما لم ينجح الصهاينة من تحقيق اي من اهدافهم خلال الاربعة شهور الماضية من الحرب، لن ينجحوا حتى لو دمروا رفح وجعلوها ارض محروقة، فالمقاومة والفلسطينيون في غزة عموما عارفين لمصيرهم ولا خيار امامهم الا التمسك بارضهم وسلاحهم، لكن المطلوب من الموقف الرسمي العربي تحديدا خيارات غير المعمول بها حاليا، ويجب او يعلموا أن الاستهداف الصهيوني لتهجير الفلسطينين، هو لب المعركة والحرب الدائرة الان، واذا ما نجحوا بذلك لا سمح الله، فستدور الدائرة على الشعب الفلسطيني في الضفة واراضي ال48، ليتمكن الصهاينة من فرض يهودية الدولة تمهيدا لاستكمال مشروعهم التوسعي الاستيطاني على المنطقة العربية، بالتالي على العرب الرسميين جميعا وبالاخص مصر والاردن اتخاذ مواقف واجراءات عملية ضاغطة بشكل جدي على اسرائيل، لان مناطق اللجوء المستهدفة بشكل رئيسي هي في الاردن ومصر، لذلك لا يكفي الموقف النظري بالبيان الرسمي من هذه الدولة أو تلك، بل يجب الوقف الفوري لكل اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، والغاء جميع الاتفاقيات بدأً من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية وانتهاء بالغاء اتفاقيات كامب ديفيد واسلو ووادي عرابة، وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية، وتكرار رفع القضايا في محكمة الدولية كما فعلت دولة جنوب افريقيا، لفرض العزلة وتعرية الوجه البشع الفاشي لدولة الاحتلال البغيضة.