حشد – أعرب خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان يوم الخميس عن قلقهم البالغ إزاء نمط الهجمات على المدارس والجامعات والمعلمين والطلاب في قطاع غزة، مما أثار إنذارًا خطيرًا بشأن التدمير المنهجي لنظام التعليم الفلسطيني.
وبعد ستة أشهر من الحرب العدوانية على غزة ، استشهد أكثر من 5,479 طالبًا و261 معلمًا و95 أستاذًا جامعيًا في غزة، وأصيب أكثر من 7819 طالبًا و756 معلمًا – مع تزايد الأعداد كل يوم. وتعرض ما لا يقل عن 60 في المائة من المرافق التعليمية، بما في ذلك 13 مكتبة عامة، للأضرار أو الدمار، ولا يتمكن ما لا يقل عن 625,000 طالب من الوصول إلى التعليم.
كما تعرض 195 موقعًا تراثيًا آخر، و227 مسجدًا، و3 كنائس للأضرار أو للتدمير، بما في ذلك الأرشيف المركزي لغزة، الذي يحتوي على 150 عامًا من التاريخ.
جامعة الإسراء، آخر جامعة متبقية في غزة، هدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 17 يناير/كانون الثاني 2024. وبدون مدارس آمنة، تواجه النساء والفتيات مخاطر إضافية، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويحتاج الآن أكثر من مليون طفل فلسطيني في غزة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وسيعانون من صدمة هذه الحرب طوال حياتهم.
“إن الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة لها تأثير مدمر طويل المدى على الحقوق الأساسية للناس في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية، مما يحرم جيلًا آخر من الفلسطينيين من
مستقبلهم”، قال الخبراء. وأضافوا أن “الطلاب الحاصلين على منح دولية يُمنعون من الالتحاق بالجامعات في الخارج”.
وقال الخبراء: “عندما يتم تدمير المدارس، تدمر الآمال والأحلام أيضاً”.
وحتى مدارس الأمم المتحدة التي تؤوي المدنيين النازحين قسراً تتعرض للقصف، بما في ذلك في “المناطق الآمنة” التي يحددها الجيش الإسرائيلي.
“هذه الهجمات ليست حوادث معزولة. إنهم يمثلون نمطًا ممنهجًا من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطيني”.
ودعا الخبراء كافة الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وحماية المؤسسات التعليمية والمعلمين والطلاب. وأضافوا: “نذكّر إسرائيل على وجه الخصوص بالتزاماتها بالامتثال للتدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في 26 كانون الثاني/يناير”.
وقال الخبراء إنهم يشعرون بالفزع بنفس القدر من إبادة القطاع الثقافي في غزة، من خلال تدمير المكتبات ومواقع التراث الثقافي. “إن أسس المجتمع الفلسطيني تتحول إلى أنقاض، ويتم محو تاريخهم”.
وقال الخبراء: “لا يمكن التسامح مع الهجمات على التعليم. ويجب على المجتمع الدولي أن يرسل رسالة واضحة مفادها أن أولئك الذين يستهدفون المدارس والجامعات سيتحملون المسؤولية”، مضيفين أن المساءلة عن هذه الانتهاكات تشمل الالتزام بتمويل وإعادة بناء نظام التعليم.
“نحن مدينون لأطفال غزة بدعم حقهم في التعليم وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر سلاما وعدلا.”