لحرب على غزة مستمرة والعدو الصهيوني يكرر الاعلان عن استهدافاته، المتمثلة بفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، وخلق منطقة عازلة، وصولا الى إدامة احتلال غزة وتصفية المقاومة وقادتها، وتهجير سكانها، انها معركة تطهير عرقي بمعنى الكلمة، كل هذا يحدث في ظل صمت عربي رسمي وعالمي، يمرر للعدو استمراره بهذه الحرب الفاشية، لكن يبقى الرهان على المقاومة وصمود الشعبى الفلسطيني، فلا زالت صواريخ المقاومة تنطلق حتى من المناطق الذي اعتقد العدو انه سيطر عليها، وتدك المواقع الاسرائيلية، ولا زالت توقع الكثير من القتلى والجرحى قي صفوفه، وهذا موثق بالفيديوهات التي تبثها المقاومة.
هذا الصمود الاسطوري لا زال حاضرا بعد الدمار الكبير، والآف الشهداء والجرحى، وبعد الهدن المؤقته التي اضطر لها العدو مرغما، وبعد استئناف الحرب الاخير، الامر الذي سيضغط من جديد على العدو ويجبره على التراجع ولو بعد حين، خاصة اذا استطاع الفلسطينيون ترجمة الوحدة الميدانية القتالية في غزة الى وحدة سياسية تخاطب العالم بلسان واحد وبرنامج موحد، وهذا هو صمام الامان لبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على المشهد السياسي العالمي
لكن اذا بقي الموقف الرسمي العربي بهذا المستوى، فسيكون هناك مزيدا من التضحيات والآلام الذي سيدفعها الشعب الفلسطيني وحده، وسيكون هناك المزيد من المخاطر على الدول العربية المجاورة لفلسطين (الاردن ومصر) والعدو لا يخفي نواياه، ويصرح باستهدافه تهجير سكان غزة الى سينا، واذا ما نجح هذا المخطط الخبيث، سيكرر لاحقا على شعب الفلسطيني في الضفة الغربية، الامر الذي يهدد الكينونة الاردنية، والاقليم برمته، وهكذا تعمل اسرائيل على يهودية الدولة ضمن حلمهم المزعوم باسرائيل الكبرى.
على ذلك جاء الموقف الاردني المتقدم نسبيا عن مواقف الدول العربية الاخرى، بتجميد العمل باتفاقية المياه والطاقة، لكن هذا لوحده لا يكفي بل مطلوب انهاء العمل بجميع الاتفاقيات ابتداء من اتفاقيىة الغاز وانتهاء بالغاء معاهدة وادي عربة والبحث عن بدائل عربية وتعزيز الاعتماد على الذات والموارد الاردنية، وايضا مطلوب من الدول العربية مواقف اكثر عمليه لتشكل ضغطا حقيقيا على اسرائيل، بمقاطعة كل اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، مهما كانت دبلوماسية او تجارية او رياضية وغيرها.
الحرب على غزة / خليل السيد
49